عطايا الذكاء الاصطناعي لا تتوقف منذ أول بوت دردشة توليدي، وحتى أحدث الأدوات التي تمكنّنا من إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي وفيديو عبر كتابة نصوص وصفية لها فقط. إن هذا المجال أثار اهتمام كبرى الشركات حول العالم، وبينما أنت تقرأ هذا المقال، قد يتم إطلاق بوت لتحويل النص إلى صورة وفيديو من قبل شركة ما.
وهذا يعني توفّر عدّة أدوات ومواقع تلبي نفس الغرض، وينتهي بك الأمر إلى الحيرة، ولكن بالنظر إلى أنها ليست جميعاً مبرمجة بنفس الطريقة، أو تقدّم ذات الميزات بذات السعر، فهذا يجعل من المقارنة بينها أمراً ضرورياً، وهو موضوعنا لمقال اليوم عبر موقع EarnAppX، إذ نستعرض 4 من أفضل أدوات إنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي.
كيف تعمل أدوات إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي؟
هل تعلم أن بوادر هذه الأدوات المذهلة تعود إلى عام 2015؟ وهي ليست نتاج طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي آخر عامين فقط.
كل تلك الأدوات، تعالج نصاً أنت تكتبه، ثم تحوّله بأفضل شكل ممكن إلى صورة موافقة، ويمكنك كتابة أي شيء دون حدود، “صورة لسنجاب يحمل بندقية على سطح القمر”، “لوحة فنية بطراز لوحات فان جوخ عن السماء أثناء الشفق القطبي، والأشجار المتلونة، ورجل يمتطي حصانه ويحمل قوساً يبتغي به اصطياد غزال يركض، ينظر نظرةً حازمةً نحو فريسته”.
إذاً فالحدود الحقيقية لجودة تلك الأدوات هي مدى إبداعك في الوصف، وقدرة الذكاء الاصطناعي على فهم ما تريد بالتحديد، ولكن لا زالت تلك الأدوات لم تصل إلى أعلى مستوى ممكن، فبعض التفاصيل، كأصابع البشر وأسنانهم والشاشات، يتم التعبير عنها بشكل سيئ وغير واقعي (كاليد ذات الأصابع الستة مثلاً).
أما عمّا يحدث خلف الكواليس في تلك الأدوات، فهي تستخدم مليارات الصور والنصوص لتدريب الشبكة العصبية والخوارزميات المبرمجة لها، لتتمكن من إدراك ماهية الأشياء كالدماغ البشري، فتتعلم الحيوانات وأشكالهم، والألوان، والطبيعة، وغير ذلك من التفاصيل.
ولتوليد صورة معينة، تبدأ عملية تسمى بالانتشار، تشرع بترتيب عشوائي من الصور، ثم تعديلها وترتيبها وفق سلسلة منظمّة للوصول إلى النتيجة النهائية المرجوة، وفي حالة مقاطع الفيديو فإن الأمر ذاته مع اختلافات بسيطة.
أفضل 4 أدوات إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي في 2025
يجدر بالذكر أن تلك الأدوات، وبرغم هالة الترويج العائمة حولها، لا تزال غير كافية لاستبدال مصمم محترف أو مصوّر بارع، فهي قد تساعدك في بعض الصور العامة والغريبة، أما إذا أردت صوراً أكثر دقّة وتفاصيلاً، فإنها لن تنفع هنا، أبسط مثال هو الكتابة ضمن الصور، لا تزال معظم الأدوات عاجزة عن ذلك. وتلك أفضل أدوات توليد المحتوى من صور وفيديوهات:
Adobe Firefly
هو أداة مدمجة مباشرةً مع أدوبي فوتوشوب، لكن لها نسخة ويب خارجية أيضاً يمكن تجربتها مجاناً، تتميز الأداة بجودة توليد عالية، الصور المولّدة عبرها متاحة للاستخدام التجاري، وسهلة الاستخدام. فبعد كتابة النص المعبّر عن طلبك، يمكنك اختيار أبعاد الصورة، ونوع المحتوى (صورة أو فيديو)، ونمط الفن (ديجيتال، ألوان مائية، تصوير، الخ)، وزاوية الصورة والعمق (زوايا واسعة أو ماكرو أو مقربة)، والتدرجات اللونية (أحادية اللون، باستيل، طبيعة صامتة).
وبعد الانتهاء انقر على “إنشاء” وانتظر لبرهة من الوقت، لتولّد لك الأداة 4 صور حصرية يمكنك الاختيار عبرها، يمكنك أيضاً المطالبة بتصميم صور مشابهة، أو اتخاذها كمرجع للتصاميم اللاحقة، أو حتى تعديلها عبر برامج Adobe.
تشير التجارب إلى أن تصميم الوجوه البشرية عبر Firefly واقعي بشكل معقول مع تفاصيل دقيقة.
الأداة مجانية على الويب، يمكنك عبرها إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي أو فيديو 25 مرة فقط، ثم عليك الترقية بباقات تبدأ من 5.74 دولار، أو الانتظار لانتهاء الشهر وتجديد الرصيد.
إذا كنت مهتماً بالربح من الإنترنت، اقرأ هذا المقال حول أحدث التطبيقات في هذا المجال.
DALL-E 3
هو من أشهر أدوات إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي كونه مملوك لــOpenAI ومدمج مباشرةً في ChatGPT 4، ونظراً لذلك، فإن استخدامه والوصول إليه سهل للغاية، لأنك تكتب النص المعبّر عن طلبك في مربع الدردشة الخاص بChatGPT دون مواقع خارجية (ولكن عليك توضيح أنك تريد إنشاء صورة هنا).
سيقوم DALL-E بعد ذلك بمعالجة طلبك وإنشاء صورة أو عدة صور بناءً على طلبك، ولديك الحرية في طلب إعادة التصميم أو التنزيل أو التعديل في كانفا.
كانت تلك الأداة من أوائل أدوات تحويل النص إلى صورة التي طرحت في السوق وأعطت نتائج جيدة، وأشارت تجارب الأداء والمستخدمين إلى قلة الأخطاء والجودة العالية لتلك الأداة، واللمسة الفنية المميزة عن الأدوات الأخرى.
DALL-E 3 متوفر فقط في الخطة المدفوعة ChatGPT Plus، والتي تبلغ 20 دولاراً أمريكياً شهرياً، رغم أن الخطة المجانية تحتوي ميزة تحويل النص إلى صورة لكن ليست بذات الجودة.
Canva أفضل أداة إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي
كانفا هي أشهر وأبسط منظومة تصميم كاملة عرفناها منذ سنوات، فهي سهلة الاستخدام لدرجة جعلت المبتدئين ينجزون مهام تصميمية بجودة عالية، واليوم تقدّم المزيد من المزايا للمستخدمين مستفيدةً من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، في مشروع أسمته Magic Studio، ومن ضمنه أداة Canva Image Generator.
لاستخدام تلك الأداة، عليك إنشاء حساب أو تسجيل الدخول في كانفا، ثم زيارة رابط الأداة وكتابة النص المعبّر عن طلبك في المربع المناسب، ثم اختيار نمط معيّن (ديجيتال، تصوير فوتوغرافي، أنمي، الخ) وتحديد الفلاتر الأخرى، ثم النقر على “إنشاء”.
بعد ثوانٍ ستظهر لك 4 صور للاختيار من بينها، ويمكنك تحريرها مباشرة دون أخطاء عبر Canva مستفيداً من مكتبة القوالب الواسعة.
يمكنك إنشاء فيديو بالذكاء الاصطناعي بنفس الطريقة باستخدام أداة أخرى في كانفا، ولقد أشارت التجارب أن الصور المولّدة كانت دقيقة التفاصيل، ومع خيارات التعديل المباشرة تصبح ذات جودة لا تضاهى.
Canva Image Generator متاحة للاستخدام بشكل مجاني برصيد 50 فقط، وإن كل تصميم أو تغيير أو إعادة إنشاء يكلف 1.
إذا كنت مهتماً بتوظيف الابتكارات الرقمية لتحقيق الدخل، اقرأ هذا المقال لتتعلم كيف تكسب المال منها.
Leonardo AI
ليوناردو هو أفضل أداة إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي لمن لا يريد دفع المال مقابل ذلك، فخطته المجانية تمنح رصيداً كافياً لتوليد عدد جيد من الصور بسرعة كبيرة وجودة عالية، وهي بذلك تبتعد بفارق واسع عن أقرب المنافسين، حتى كانفا.
يمكنك تجربة أقوى تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في ليوناردو عبر إنشاء صور حية ومعقدة التفاصيل، لكنه لا يوفّر أدوات تحرير وتعديل للصور المولّدة مجاناً، بديلاً عن ذلك يمنحك إمكانية استكشاف الصور والنصوص التي كٌتبت من أجل توليدها للاستلهام، كما أن سياسة الخصوصية الخاصة به معقدة بعض الشيء، لذا ننصحه بقراءتها قبل الاستخدام.
أخيراً، يجدر بالذكر أن هناك عدّة أدوات أخرى في سباق المنافسة، لاسيما Midjourney (أحد أفضل أدوات توليد الصور على الإطلاق) لكنه لا يمنح تجربة مجانية، وعليك دفع 8 دولار شهرياً للوصول إليه.
كيف تختار أفضل أداة إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي أو فيديو بالنسبة لك؟
هناك عدّة عوامل يجب أخذها في عين الاعتبار، منها:
- الدقّة: تُشير إلى مدى تطابق طلبك مع الصورة أو الفيديو المولّد، ومدى وضوح التفاصيل والتعبير الصحيح عنها دون أخطاء.
- العيوب والأخطاء: تلك التي تنشأ نتيجة الترتيب الخاطئ للصور، كشخص بثلاثة أذرع، أو عناصر ناقصة، أو أصابع زائدة، وتلك الأخطاء تواجهها جميع أدوات التوليد بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكن بعضها أقل تكراراً وبعضها أكثر، بعضها يوفر أدوات تحرير وتعديل وبعضها لا يوفّر.
- مدى الالتزام بالطلب: بعض أدوات الذكاء الاصطناعي لا تلبي جميع معطيات طلبك، وبعضها يجتهد بإضافة تفاصيل أخرى، ومن المهم لك ألا تبذل جهداً إضافياً لتعديل الصورة أو طلب إعادة إنشائها.
- سرعة الاستجابة والتوليد: هي أمر هام في تجربة المستخدم، معظم الأدوات لا تتجاوز دقيقتين لتوليد النتيجة المطلوبة، بينما بعض الأدوات تتميز بتوليد أسرع بغضون 10 إلى 30 ثانية. ويجدر بالذكر أن سرعة الإنترنت قد تؤثر في سرعة الاستجابة.
هل الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي تخضع لحقوق نشر؟
بحسب مكتب حقوق الطبع والنشر الأمريكي، فإن الصور ومقاطع الفيديو والنصوص المنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي غير محمية بحقوق طبع أو نشر.
ولكن بالنظر إلى آلية توليد المحتوى، يتم تدريب الذكاء الاصطناعي على ملايين الصور المحمية بحقوق نشر، ويمكن أن يأتي بنتيجة مطابقة تماماً لإحدى تلك الصور دون علمك، وهذا الأمر قيد المعالجة حالياً، فأداة Adobe Firefly، أعلنت أن الصور المستخدمة للتدريب هي صور خالية من حقوق الطبع والنشر تماماً.
الخاتمة
إذا فكّرت بعد الآن حول إنشاء صورة بالذكاء الاصطناعي، فضع الأدوات السابقة في مقدمة اختياراتك، وتذكّر دوماً، يمكنك استخدامها جميعاً في آن واحد وبحسابات مختلفة، لذا إن أحسنت الاستثمار، يمكنك توليد صور ومقاطع فيديو يومياً دون دفع فلس واحد.
المصادر:
